بسم الله الرحمن الرحيم
احببت اخواني في منتديات الوفاء ان اشاركم هده القصة المنقولة من احدى المدونات فدونكموها
تناولت وجبة الفطور مع أمي العزيزة، ثم اتجهت إلى غرفتي لإكمال بعض الالتزامات الدراسية والصحافية، فتحت الميسنجر لأطل على أصدقائي الأعزاء من سكان الإنترنيت، فوجدت العديد منهم في بيوتهم، أطلقت بصري في لائحة الموجودين، عزمت على أن أتصل بسيدة عفيفة كريمة، أتفقد أحوالها وجديد أخبارها وأعمالها، نقرت على اسمها من لائحة التواصل، ثم افتتحت حديثي بالسلام والسؤال عن الأحوال والصحة والعمل، فأجابتني بالحمد والشكر، وأعقبت ذلك بدون مقدمات ؛ بكتابة عبارة فاجأتني لم أكن أتوقعها، بارك لي عقد الزواج، فما كان مني إلا أن كبرت، الله أكبر، وغمرت الفرحة قلبي، واعتلت الابتسامة محياي، فكتبت لها يا سلام هنيئا لك، بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير، ثم كتبت لي : عقبى لكل العزاب.
[size=62]بقدر ما أفرحتني بخبر عقد الزواج بقدر ما أدهشتني بتفاصيل الزواج الإسلامي الرساليكما تحب أن تصفه، أخبرتني عن زوجها الخلوق، ووصفته بالتدين والتربية، ثم أعقبت قائلة، طلبت منه أن يكون من صداقي حفظ سورة البقرة كاملة ، عندما قرأت ذلك نظرت يمنة ويسرة، لأتأكد من الزمن الذي أعيشه، فلم أر من حولي، الصحراء برمالها الذهبية تعانق صفاء السماء، حيث الخيام المنصوبة، ولا الجمال الشاهدة، وإنما كل ما هناك، حاسوب أمامي قارب العقل البشري، والإنترنيت شبكة التواصل الخاطفة، فعلمت أني في القرن الواحد والعشرين ولست في القرون الوسطى، سألتها صفي لي شعور زوجك لما طلبت منه ذلك، أجابتني إن زوجي حفظ حزبا ونصف من سورة البقرة وبقي له ما بقي، فما كان مني إلا ضغطت على شفتي متألما لحال بعض من واقعنا المعيش، الذي أصبح فيه الصداق نوعا من إظهار لمهارات الشطارة والتفاوض وكأن الأمر هو بيع فيه أخذ وعطاء، فتساوت المرأة مع الأشياء المادية ؛ وغاب المقصد الراقي من الصداق الذي هو إعلان الزوج للزوجة عن قدرته لاحتضان الزوجة احتضانا يشمل كل مطالبها المادية والإنسانية، وهذا لا يعني أني أدعو الفتيات لقبول الزواج من شباب اليوم بخاتم من حديد وأن يطلبوا من الشباب صداق حفظ سورة النور، فالأمر يختلف من شخص للآخر، لكن الأساس هو أن تعطى للمرأة كرامتها، ومثل هذا الزواج بصداق ضمنه حفظ سورة البقرة يوقظ المجتمع من قسوته وغفلته وتنبيهه على أن هناك من يعشق القيم الإسلامية والإنسانية عشقا عمليا بعيدا عن الخطب وضجيج بعض المواعظ.[/size]
أما الذي أثارني هو عند حديثها عن شهر زمزم، فاستغربت من هذا التوصيف الجديد، الذي لا أسمع به في عاداتنا وتقاليدنا المغربية المعاصرة، فقلت لها ماذا تقصدين بشهر زمزم، فأجابتني شهر يسمونه بالعسل، ففهمت أن السيدة ستزور مكة المكرمة وقبر النبي صلى الله عليه وسلم وتريد أن تشرب وزوجها ماء زمزم لا حليب سليم أو سنطرال ، وأن تطوف به الكعبة المشرفة، لا أن تطوف به فوق العماريات، وأن تسمعه لبيك اللهم لبيك، لا أن تسمعه ضجيج الأغاني، وفوق كل هذا وذاك أن يكون اللقاء الأول في بيت الزوجية مقدمة خضوع وشهود في رحاب مكة المكرمة، ليعلنوا بعد هذا انطلاق مشروع أسري قوامه المودة والرحمة و السكينة.
وفي الأخير، قلت في نفسي هذا جزاء من عف وإن تقدم به السن، وأوصتني كاتبة من يتق يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب أنصحك باليقين في الله وسترى العجب العجاب.
منقول للامانة
موضوع: "وكان صداقها حفض سورة البقر"ة قصة روعة ... 
الأحد 15 يونيو 2008, 20:46
